كرز بن وبرة


 كرز بن وبرة الحارثي
 فمنهم كرز بن وبرة الحارثي. كان يسكن جرجان، كوفي الأصل، له الصيت البليغ، والمكان الرفيع في النسك والتعبد، كما كان يغلب عليه المؤانسة والمشاهدات فيشهده شتى الملاطفات، ويؤنسه خفي المخاطبات.
 وقيل: إن التصوف النزوح بالاستيناس، والتنوح من الاستيحاش.
 حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، قال: دخلت على كرز بن وبرة بيته، فإذا عند مصلاه حفيرة قد ملأها تبناً وبسط عليها كساء من طول القيام، فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاث مرات.
 الحسن صباح بن محمد النهدي، حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي، حدثنا على بن المنذر، حدثنا ابن فضيل، قال: كان كرز يختم القرآن في كل يوم وليلة ثلاث ختمات.

 :
7

  حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء، حدثنا أحمد ابن إبراهيم، حدثني سعيد بن عثمان أبو عثمان، قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال ابن شبرمة: سأل كرز بن وبرة ربه أن يعطيه اسمه الأعظم على أن لا يسأل به شيئاً من الدنيا، فأعطاه الله ذلك، فسأله أن يقوى حتى يختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث ختمات.
 حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، حدثنا سفيان، عن أبي شبرمة، قال: صحبت كرزاً في سفره، وكان إذا مر ببقعة نظيفة نزل فصلى.
 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن روح، حدثنا محمد بن أشكيب، حدثنا أبو داود الحفري، قال: دخلت على كرز بن وبرة فإذا هو يبكي، فقلت له: ما يبكيك? قال: إن بابي مغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أحدثته.
 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن، حدثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثنا الحارث بن مسلم، عن ابن المبارك، عن كرز بن وبرة، قال: عجزت عن حزبي وما أراه إلا بذنب، وما أدري ما هو.
 حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا محمد بن الفضيل بن غزوان، عن أبيه، قال: كان لكرز عود عند المحراب يعتمد عليه إذا نعس.
 حدثنا محمد بن على بن حبيش، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، حدثني أبي: أن كرز ابن وبرة الحارثي دخل على ابن شبرمة يعوده وهو مبرسم، فتفل في أذنه فبريء.
 حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني شريح بن يونس، عن محمد بن فضيل، عن أبيه - أو عن نفسه - قال: كان كرز إذا خرج أمر بالمعروف فيضربونه حتى يغشى عليه.
 حدثنا عبيد الله بن محمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا سهل بن عاصم، حدثنا سلم الخواص، حدثنا أبو طيبة الجرجاني، قال: قلنا لكرز بن وبرة: مالذي يبغضه البر والفاجر? قال: العبد يكون من أهل الآخرة ثم يرجع إلى الدنيا.
 حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني خلف بن تميم، قال: سمعت أبي يذكر، قال: قدم علينا كرز بن وبرة الحارثي من جرجان، فانجفل إليه قراء الكوفة، فكنت فيمن أتاه، وما سمعت منه إلا كلمتين، قال: صلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم فإن صلاتكم تعرض عليه، قال: وقال: اللهم اختم لنا بخير. وما رأيت في هذه الأمة أعبد من كرز، كان لا يفتر يصلي في المحمل، فإذا نزل من المحمل افتتح الصلاة.
 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا أحمد بن كثير، حدثني جرير بن زياد بن وبرة الحارثي، عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة، قال: أخبرني أبو سليمان المكتب، قال: صحبت كرزاً إلى مكة، فكان إذا نزل أخرج ثيابه فألقاه في الرحل، ثم تنحى للصلاة، فإذا سمع رغاء الإبل أقبل، فاحتبس يوماً عن الوقت، فانبث أصحابه في طلبه، فكنت فيمن طلبه، قال: فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة، وإذا سحابة تظله، فلما رآني أقبل نحوي، فقال: يا أبا سليمان، لي إليك حاجة، قال: قلت: وما حاجتك يا أبا عبد الله? قال: أحب أن تكتم ما رأيت، قال: قلت: ذلك لك يا أبا عبد الله، فقال: أوثق لي، فحلفت ألا أخبر به أحداً حتى يموت.
 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا أحمد بن كثير، حدثتني روضة مولاة كرز، قال: قلنا لها: من أين ينفق كرز? قالت: كان يقول لي: يا روضة إذا أردت شيئاً فخذي من هذه الكوة، قالت: فكنت آخذ كلما أردت.
 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا أحمد بن كثير، حدثني إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن فضيل، قال: سمعت أبي يقول: لم يرفع كرز رأسه إلى السماء أربعين سنة.
 حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء، حدثنا أحمد الدورقي، حدثني عمرو بن حميد أبو سعيد، أخبرني رجل من أهل جرجان، قال: لما مات كرز الحارثي رأى رجل فيما يرى النائم كأن أهل القبور جلوس على قبورهم وعليهم ثياب جدد، فقيل لهم: ما هذا? فقالوا: إن أهل القبور كسوا ثياباً جدداً لقدوم كرز عليهم.
 حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا على بن المنذر، حدثنا محمد بن فضيل، قال: سمعت ابن شبرمة يقول: 
حة

           
  لو شئت كنت ككرز فـي تـعـبـده                      أو كابن طارق حول البيت في الحرم
  قد حال دون لذيذ العيش خوفـهـمـا                      وسارعا في طلاب الفوز والـكـرم قال: وكان محمد بن طارق يطوف في كل يوم وليلة سبعين أسبوعاً، وكان كرز يختم القرآن في كل يوم وليلة ثلاث ختمات.
 أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، حدثني عبد الرحمن بن الحسن، حدثنا أبو حفص النيسابوري، حدثنا الصلت بن مسعود، حدثني ابن عيينة قال: سمعت ابن شبرمة يقول: قلت لابن هبيرة:         
  لو شئت كنت ككرز فـي تـعـبـده                      أو كابن طارق حول البيت في الحرم
  قد حال دون لذيذ العيش خوفـهـمـا                      وسارعا في طلاب الفوز والـكـرم فقال لي ابن هبيرة: من كرز ومن ابن طارق? قال: قلت: أما كرز فكان إذا كان في سفر واتخذ الناس منزلاً اتخذ هو منزلاً للصلاة، وأما ابن طارق فلو اكتفى أحد بالتراب كفاه كف من تراب، قال أبو حفص: ذكروا أن ابن طارق كان يقدر طوافه في اليوم عشر فراسخ.
 حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني شريح بن يونس، حدثنا محمد بن فضيل، قال: رأيت ابن طارق في الطواف قد انفرج له أهل الطواف، عليه نعلان مطرقتان، فحزروا طوافه في ذلك الزمان فإذا هو يطوف في اليوم والليلة عشر فراسخ.
 أسند كرز عن طاووس، وعطاء، والربيع بن خيثم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم.
 حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر، قال: أخبرني على بن محمد بن يحيى الخالدي الطوسي في كتابه، قال: حدثنا جعفر بن خالد بن عبد الله بسمرقند، قال: حدثنا على بن إسحاق بن إبراهيم بن مسلم بن رزين، قال: حدثنا محمد بن الفضل ، قال: حدثنا محمد بن سوقة، عن كرز، عن طاووس، عن بن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:  على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السموات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فإنه يقول آمين  . وقال كرز: إذا مررت بالحجر الأاسود فكبر وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قل: اللهم تصديقاً بكتابك، وأخذاً بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
 حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف، عن عاصم البخاري، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن حيان، قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن كرز بن وبرة، عن طاووس، قال: سمعت ابن عباس يقول:  إذا كان صبيحة يوم عرفة وقوض أهل منى بأبنيتهم متوجهين إلى عرفات، نادى جبريل بصوت يسمعه مابين الأرض إلى السماء إلا الثقلين، أن توجهوا فقد غفرت ذنوبكم، وأوجبت أجوركم، عطية من الله  .
 هكذا حدثناه موقوفاً.
 حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي، قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن كرز، عن طاووس، عن ابن عباس، قال:  دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي محتبياً على الإزار  .
 حدثنا عبد الله بن الحسين بن بالويه، قال: حدثنا محمد بن محمد، قال: حدثنا إسحاق بن خلف، قال: حدثنا محمد بن السرى، قال: حدثنا عيسى ابن موسى، عن محمد بن الفضل بن عطية، عن كرز بن وبرة، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ذات يوم:  خذوا زينة الصلاة  ، قيل: وما زينة الصلاة? قال:  البسوا نعالكم فصلوا فيها  .
 حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الجندي، قال: حدثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي، قال: حدثنا على بن حرب، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن بهرام، قال: حدثنا على بن الحسن، عن أبي ظبية، عن كرز ابن وبرة، عن الربيع بن خيثم، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  نوم الصائم عبادة، ونفسه تسبيح ودعاؤه مستجاب  .
 حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقري، قال: حدثنا عمر بن أيوب السقطي، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن كرز بن وبرة الحارثي، عن محمد بن كعب القرظي، قال: ذكر عبد الله ابن عمر القدرية، فقال ابن عمر:  لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً منهم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وقال ابن عمر: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلق في صعيد واحد نادى مناد يسمع الأولين والآخرين: أين خصماء الله? فتقوم القدرية  . 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ترجمة تاج العارفين سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه

الحسن البصرى