الامام عبدالوهاب الشعراني

ترجمته: عرف الشعراني بنفسه في كتابه لط٢٠١٥٠٢٢٣١٦٣٠٠٦ائف المنن[2] ، فقال: «فإني بحمد الله تعالى عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن زوفا، ابن الشيخ موسى المكنى في بلاد البهنسا بأبي العمران، جدي السادس ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان فاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمد بن موسى بن السيد محمـد بن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب»، أبو المواهب الشعراني، الأنصاري، الإمام، الفقيه، المحدث، الأصولي، الشافعي، الأشعري، الصوفي المربي، الشاذلي، المصري"[3]. ويكنى أيضا بأبي عبد الرحمن وأبي محمد نسبة إلى ولده"[4] ولادته: ولد الإمام عبد الوهاب الشعراني، في السابع والعشرين من شهر رمضان سنة (898هـ)[5]، واختار ذلك وأثبته تلميذه الإمام المناوي[6]، وكان مكان ولادته كما قال ولده عبد الرحمن: ولد والدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني في دار جده لأمه بقرية من إقليم القليوبية بمصر، تسمى (قلقشندة).. ثم جيء به بعد أربعين يوما من مولده إلى قرية أبيه (ساقية أبي شعرة) المنوفية على نهر نيل مصر تجاه بلد يقال لها البراشيم باقليم القليوبية، وإليها انتسب فلقب بالشعراني[7]. نشأته: نشأ الإمام الشعراني في قريته، يتيم الأم والأب بعدما فقدهما في سن مبكرة، فقام أخوه الشيخ عبد القادر الشعراني[8] بكفالته وتولاه بالرعاية، فكان كالأب الحنون المشفق على أبنائه، مما ترتب على ذلك عظيم الأثر على شخصيته التي تكونت فيما بعد، لتأخذ مصارا خاصا جمع بين العلم الذي برع فيه وواظب على تحصيله وحفظه، وبين العمل الذي ظهر بشكل واضح علىه، وهو توجهه الصوفي السلوكي الذي عرف واشتهر به، ليصبح في مصاف العلماء الأعلام. وقد حدث الشعراني عن نفسه في تلك المرحلة فقال:" ومما من الله تبارك وتعالى به علي وأنا صغير ببلاد الريف حفظ القرآن وأنا ابن ثمان سنين، وواظبت على الصلوات الخمس في أوقاتها من ذلك الوقت.....ومما أنعم الله تبارك وتعالى به علي: حفظ متون الكتب، فحفظت أولا أبا شجاع، ثم الآجرومية في بلاد الريف، وحللتهما على أخي الشيخ عبد القادر بعد وفاة والدي"[9]. بعد حفظه للقرآن الكريم التقى بالحافظ الإمام جلال الدين السيوطي، ويحدثنا عن هذا اللقاء الذي توج بأن ألبسه السيوطي الخرقة الصوفية، كعلامة على نجابة الشعراني، الذي حظي بذلك ولم يتجاوز من العمر الثالثة عشرة سنة قائلا:" لبست الخرقة وهي عرقية وجبة ورداء من يد حافظ العصر الشيخ جلال الدين السيوطي حين اجتمعت به مع والدي في روضة المقياس بمصر المحروسة في الثاني عشر من ربيع الأول سنة احدى عشرة وتسعمائة"[10]. شيوخه: يذكر الشعراني في كتابه "الطبقات الكبرى"[11]، شيوخ العلم والتصوف الذين أخذ عنهم العلوم و الآداب، وكان يجلهم ويحترمهم، وأوصلهم نحو خمسين شيخاً منهم: مشايخه في العلم: ـ الإمام الكبير، الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي[12]. ـ الشيخ أمين الدين الإمام والمحدث بجامع الغمري[13]. ـ الشيخ الإمام العلامة شمس الدين الدواخلي[14]. ـ شمس الدين السمانودي. ـ الإمام شهاب الدين المسيري. ـ نور الدين المحلي. ـ نور الدين الجارحي المدرس بجامع الغمري. ـ نور الدين السنهوري الضرير الإمام بجامع الأزهر. ـ ملا علي العجمي. ـ جمال الدين الصاني. ـ عيسى الأخنائي. ـ شمس الدين الديروطي. ـ شمس الدين الدمياطي الواعظ. ـ الإمام الحافظ شهاب الدين أبو العباس أحمد القسطلاني]15]. ـ صلاح الدين القليوبي. ـ نور الدين بن ناصر. ـ الإمام المتقي الهندي[16]. ـ الإمام العلامة نور الدين علي الأشموني الشافعي[17]. ـ سعد الدين الذهبي. ـ الإمام العلامة المحقق برهان الدين بن أبي شريف المقدسي[18]. ـ شهاب الدين الحنبلي. ـ الإمام شهاب الدين الرملي المصري الشافعي[19]. ـ ناصر الدين اللقاني. مشايخه في التصوف: ـ الإمام شيخ الإسلام زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي[20]. ـ نور الدين المرصفي]21]. ـ الشيخ نور الدين علي الشوني الشافعي[22]. ـ الشيخ محمد الشناوي]23]. أبو العباس الحريثي[24]. ـ الشيخ العارف بالله تعالى علي الخواص البُرلُّسي وهو عمدته في التصوف[25]. تصوفه: كان الرجل صوفيا في توجهه الذي اتخذه في حياته، يقول عن نفسه وهو متحدثا بنعم الله عليه في لطائف المنن والأخلاق: "..ثم إلهامي لمجاهدة نفسي بغير شيخ لما تبحرت في العلم ثم بشيخ ليساعدني على إزالة الموانع التي توقفني عن العمل بما علمته"[26]، إلا أنه لم يكتف بذلك، وظل يبحث عن شيوخ التصوف إلى أن التقى بعدد كبير منهم، فأصبح يبين أصول التصوف التي أخذها عنهم في مقدمة كتابه الطبقات الكبرى، قال في ذلك: "في بيان أن طريق القوم مشيدة بالكتاب، والسنة، وأنها مبنية على سلوك أخلاق الأنبياء والأصفياء، وبيان أنها لا تكون مذمومة، إلا إن خالفت صريح القرآن أو السنة أو الإجماع لا غير، وأما إذا لم تخالف، فغاية الكلام أنه فهم أوتيه رجل مسلم فمن شاء فليعمل به، ومن شاء تركه ونظير الفهم في ذلك الأفعال وما بقي باب للإنكار، إلا سوء الظن بهم وحملهم على الرياء، وذلك لا يجوز شرعا[27]. بعدها ذكر مفهوم علم التصوف وخلاصته، بقوله:" ثم اعلم يا أخي رحمك الله أن علم التصوف، عبارة عن علم انقدح في قلوب الأولياء حين استنارت بالعمل بالكتاب والسنة فكل من علم بهما انقدح له من ذلك علوم، وأدب، وأسرار، وحقائق تعجز الألسن عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من الأحكام، حين عملوا بما عملوه من أحكامهم، فالتصوف إنما هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة، إذا خلا عمله من العلل وحظوظ النفس، كما أن علم المعاني والبيان زبدة علم النحو، فمن جعل علم التصوف علماً مستقلاً صدق، ومن جعله من عين أحكام الشريعة صدق، كما أن من جعل علم المعاني والبيان علماً مستقلاً، فقد صدق، ومن جعله من جملة علم النحو فقد صدق[28]. ثم قام بتأصيل هذا العلم وأنه من معين الشريعة التي يتوصل بها إلى الأحكام الشرعية، بقوله:" لكنه لا يشرف على ذوق أن علم التصوف تفرع من عين الشريعة، لا من تبحر في علم الشريعة حتى بلغ إلى الغاية، ثم إن العبد إذا دخل طريق القوم، وتبحر فيها أعطاه الله هناك قوة الاستنباط نظير الأحكام الظاهرة على حد سواء، فيستنبط في الطريق واجبات، ومندوبات، وآداباً ومحرمات ومكروهات، وخلاف الأولى نظير ما فعله المجتهدون، وليس إيجاب مجتهد باجتهاده شيئاً لم تصرح الشريعة بوجوبه، أولى من إيجاب ولي الله تعالى حكماً في الطريق، لم تصرح الشريعة بوجوبه كما صرح بذلك اليافعي وغيره"[29]. تلاميذه: أما عن تلاميذه فنقتصر على بعض منهم وهم: ـ الإمام الكبير عبد الرؤوف المُنَاوي الشافعي[30]. ـ الشيخ العلامة عبد الرحمن بن الشيخ عبد الوهاب الشعراني[31]. ـ الإمام العلامة شهاب الدين أحمد الكلبي المالكي [32]. ـ الإمام محمد حجازي بن عبد الله القلقشندي الواعظ[33]. آراؤه العقدية: أما عن عقيدة الرجل فهو يرى أن عقيدة الأشاعرة والماتريدية هي عقيدة السواد الأعظم من هذه الأمة وهي العقيدة التي تبناها ودافع عنها في كتبه العقدية إذ يقول:" ثم لا يخفى عليك يا اخي أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة يدور على كلام قطبين: أحدهما الشيخ الإمام أبو منصور الماتردي، والثاني الشيخ الإمام أبو الحسن الأشعري، فكل من تبعهما او أحدهما اهتدى، وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته، وقد ظهر أتباع الماتريدي فيما وراء نهر سيحون، وظهر أتباع الشيخ أبي الحسن في أكثر البلاد كخراسان والعراق والشام ومصر والمغرب، وغير ذلك من البلاد الإسلامية، فلذلك صار غالب الناس إذا يقولون إذا مدحوا عالما: فلان عقيدته أشعرية صحيحة، وليس مرادهم نفي صحة عقيدة غير الأشعري من الماتريدية وغيرهم من أئمة الكلام السابقين على الإمام الأشعري"[34]. وفي بيان ملخص اعتقاد الإمام الشعراني، كما هو مثبت في كتبه المعتمدة يقول: "اعلم رحمك الله يا أخي أنه ينبغي لكل مؤمن أن يصرح بعقيدته وينادي بها على رؤوس الأشهاد، فإن كانت صحيحة شهدوا له بها عند الله تعالى، وإن كانت غير ذلك بينوا له فسادها ليتوب منها، ...فيا إخواني، ويا أحبابي رضي الله عنا وعنكم: أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه أني أقول قولا جازما بقلبي: إن الله تعالى واحد لا ثاني له، منزه عن الصاحبة والولد، مالك لا شريك له، ملك لا وزير له، صانع لا مدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده، بل كل موجود سواه مفتقر إليه في وجوده"[35]. فيختم كلامه بقوله : "فهذه شهادتي على نفسي أمانة عند كل من وصلت إليه يؤديها إذا سئلها حيثما كان، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة إلى قيام الساعة، وهي بحمد الله عقيدتنا عليها حيينا، وعليها نموت، نفعنا الله تعالى بهذا الإيمان، وثبتنا عليه عند الانتقال إلى الدار الحيوان، وأحلنا دار الكرامة والرضوان، وحال بيننا بين دار سرابيل أهلها من قطران وجعلنا من العصابة التي تأخذ كتبها بالأيمان، وممن انقلب عن الحوض وهو ريان، ورجح له الميزان، وثبت منه على الصراط القدمان، إنه المنعم الحنان، آمين اللهم آمين"[36]. أقواله في الآيات المتشابهة: ويتلخص قوله في أنه يجب الإيمان بهذه الآيات على مراد الله تعالى، مع وجوب تنزيهه تعالى عن ظاهر تلك الألفاظ التي توهم التشبيه بالمخلوق، وهذا هو الأسلم وذهب أن التأويل بشكل عام لا يوافق الأدب مع الله تعالى، ولكن إذا دعت للتأويل ضرورة أو مصلحة فإن للعلماء أن يؤولوا من غير جزم بأن هذا هو مراد الله تعالى[37]، ثم بين أصل المسألة وعرض أقوال العلماء فيها، فقال: " إن أهل الله تعالى قاطبة أجمعوا على أنه يجب الإيمان بآيات الصفات وأخبارها على حد ما يعلمه الله تعالى ، وعلى حد ما تقبله ذاته المقدسة، وما يليق بجلاله، ولا يجوز لنا رد شيء من ذلك، ولا تكييفه، ولا نسبة ذلك إلى الحق جل وعلا على حد ما ننسبه إلينا، وذلك لأننا جاهلون بذاته تعالى في هذه الدار، وفي الآخرة لا ندري كيف يكون الحال وكل من رد شيئا أثبته الحق تعالى لنفسه على ألسنة رسله، فقد كفر بما جاء من عند الله، وكل من آمن ببعض ذلك وكفر ببعض فقد كفر بذلك، وكل من آمن بذلك، ولكن شبه في نسبة ذلك إليه مثل نسبته إلينا، أو توهم ذلك، أو خطر على باله، أو تصوره، أو جعل ذلك ممكنا .....فقد جهل وما كفر"[38]. وتطرق إلى آيات الصفات، وذكر أن الأصل هو التفويض مع التنزيه، وهو ما ذهب إليه العلامة إبراهيم اللقاني المالكي في جوهرة التوحيد حيث قال: وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها"[39]. أما التأويل فهو جائز حسب ما يراه العلماء، ويجب عليهم إذا اضطروا إليه، وقال فيه :" ....اللهم إلا أن يؤول أحدهم شيئا منها بمصرف شرعي لمن رأى عنده ضعف إيمان، فمثل ذلك لا حرج عليه في التأويل بل قد يجب"[40]. أقواله في مسألة الحلول والاتحاد: حينما كانت هذه العقيدة فاسدة وأساسها باطل، تصدى لها الشعراني بقوة، إذ يقول: "لا حلول ولا اتحاد، إذ القول بذلك يؤدي أنه ـ تعالى ـ في أجواف السباع والحشرات والوحوش، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا"[41]. وقال أيضا نقلا عن محيي الدين بن عربي في باب الأسرار: "من قال بالحلول فهو معلول، وهو صاحب مرض لا يزول، ومن فصل بينك وبينه، فقد أثبت عينك وعينه...ولم يقل بالاتحاد إلا أهل الإلحاد ..."[42]. مؤلفاته[43]: ذكر أنه خلف فيها كتبا كثيرة[44] في موضاعات شتى، منها: ـ الفتح المبين في جملة من أسرار الدين. ـ شرح على منازل السائرين. شرح على حكم ابن عطاء الله. ـ ترتيب الحكم للشيخ علي التقي سماه فتح الحكم بشرح ترتيب الحكم لكنه لم يكمل. ـ شرح على رسالة ابن سينا في التصوف سماه إرسال أهل التعريف. ـ شرح قصيدته العينية . ـ شرح على المواقف التقوية لم يكمل. ـ شرح على رسالة الشيخ ابن علوان في التصوف. ـ كتاب منحة الطالبين لمعرفة أسرار الطواعين. ـ كتاب في التشريح والروح وما به صلاح الإنسان وفساده . ـ كتاب في دلائل خلق الإنسان . ـ شرح على ألفية ابن الوردي في المنامات. ـ شرح على منظومة ابن العماد في آداب الأكل سماه فتح الرؤف الجواد وهو أول كتاب شرحه في الآداب . ـ كتاب في آداب الملوك سماه الجواهر المضية في بيان الآداب السلطانية. ـ كتاب في الطب سماه بغية المحتاج إلى معرفة أصول الطب والعلاج . ـ كتاب سماه الدر المنضود في ذم البخل ومدح الجود . ـ كتاب في تاريخ الخلفاء . ـ تذكرة فيها رسائل عظيمة النفع. ـ كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية. ـ كتاب الكوكب الشاهق في الفرق بين المريد الصادق وغير الصادق. ـ كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود. ـ كتاب البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير. ـ كتاب الطبقات الصغرى. ـ كتاب الطبقات الكبرى المسماة بـ(لواقح الأنوار في طبقات الأخيار). ـ كتاب الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية. ـ كتاب الطبقات الوسطى. ـ كتاب الدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة، وهو موسوعة في علوم القرآن، والفقه وأصوله، والدين، والنحو، والبلاغة، والتصوف. ـ كتاب كشف الغمة عن جميع الأمة، في الفقه على المذاهب الأربعة. ـ كتاب لطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق، وهي (المنن الكبرى). في التصوف والأخلاق الإسلامية. ـ كتاب لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية. ـ كتاب المختار من الأنوار في صحبة الأخيار. ـ كتاب مختصر الألفية لابن مالك، في النحو. ـ كتاب مختصر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (تذكرة القرطبي). ـ كتاب مختصر تذكرة الإمام السويدي في الطب. ـ كتاب تذكرة شهاب الدين أحمد سلاقة القليوبي الشافعي. ـ كتاب مختصر كتاب صفوة الصفوة (لأبي الفرج ابن الجوزي). ـ كتاب مشارق الأنوار في بيان العهود المحمدية. ـ كتاب المقدمة النحوية في علم العربية. ـ كتاب الميزان الكبرى، في الفقه الإسلامي، ومذاهب أصول الفقه، وهو مدخل لجميع أقوال الأئمة المجتهدين ومقلديهم. ـ كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر. ـ كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر، يدافع فيه عن محي الدين بن عربي. ـ كتاب درر الغوّاص على فتاوى سيدي علي الخواص. ثناء العلماء عليه: أثنى عليه كثير من العلماء من أصحاب الطبقات والتراجم، بكلام يدل على مكانة الرجل العلمية والخلقية منهم: قال عنه الإمام عبد الرؤوف المناوي: " شيخنا، الإمام العامل، والهمام الكامل، العابد الزاهد، الفقيه، المحدث، الصوفي المربي المسلك من ذرية الإمام محمد بن الحنفية، ولد ببلده، ونشأ بها، ومات أبوه، وهو طفل ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة، ومخايل الرياسة والولاية"[45]. وقال عنه الإمام المحدث المؤرخ نجم الدين الغزي:" الشيخ العالم العارف الشعراني نسبة إلى قرية أبي شعرة المصري الشافعي الصوفي...كان رحمه الله من آيات الله تعالى في العلم، والتصوف والتأليف"[46]. وقال عنه الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله: " هو الإمام، الفقيه، المحدث، الصوفي، العارف، المسلك، أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشعراني"[47]. وقال عنه الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل رحمه الله: " إنه كان عالما مستنيرا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، فهاله أن تتضارب آراء الفقهاء فيما بينهم، فحاول أن يضع بتآليفه المتعددة، وآرائه الثاقبة منهجا صحيحا يوفق فيه بين هذه الآراء المتضاربة والمذاهب المختلفة حتى يبدد ما علق بالأذهاب من شبهات واختلافات، وكان سباقا في هذا الميدان، وتآليفه الكثيرة هي التي تشهد بذلك"[48]. وفاته: أصيب الشعراني بالفالج، وبقي مريضا به ثلاثة وثلاثين يوما، إلى أن توفي في القاهرة بمصر، يوم الاثنين بعد العصر ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وتسمعئة 973 هـ، وحمل إلى الجامع الأزهر في مشهد من العلماء والفقهاء والأمراء والفقراء، حيث صلوا عليه ودفن بجوار زاويته[49]، في المدفن الذي أنشأه وأعده له أحد تلاميذه وهو الأمير حسن بك الصنجق[50

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحسن البصرى

ترجمة تاج العارفين سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه

كرز بن وبرة